الأونكتاد: التحول عن قناة السويس رفع بشدة تكاليف الشحن والانبعاثات الكربونية عالميا

جنيف - 22 - 10 (كونا) -- قال مكتب الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء إن تغيير مسار الشحن العالمي من قناة السويس إلى الدوران حول إفريقيا بسبب التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر رغم أنه ساهم في وصول البضائع بنسبة 89 بالمئة فإنه تسبب في ارتفاع كبير للغاية لتكاليف الشحن والانبعاثات الكربونية في العالم.
وأوضح تقرير الأونكتاد عن النقل البحري 2024 أن هذا التحول زاد في معدل الازدحام في الموانئ مما أدى بدوره إلى ارتفاع استهلاك الوقود وأجور الطاقم وأقساط التأمين مشيرا الى ارتفاع الأميال العالمية بمقدار 2ر4 بالمئة في عام 2023 مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في جميع المجالات.
وأبرز التقرير الخسارة الكبيرة التي تكبدتها أوروبا جراء هذا التغيير موضحا أن تكاليف الانبعاثات لكل رحلة زادت بمقدار 400 ألف دولار عند التحول للدوران حول إفريقيا بدلا من استخدام قناة السويس.
وشدد على أن قناة السويس وقناة بنما تواجهان ضغوطا نتيجة التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيرات المناخ التي تهدد سلاسل الامداد العالمي ولاسيما في منطقة الخليج العربي.
ولفت إلى انخفاض حركة العبور البحرية عبر قناة السويس بحلول منتصف عام 2024 بنسبة 70 بالمئة وتراجع الشحن عبر خليج عدن بنسبة 76 بالمئة مقارنة بنهاية عام 2023 مشيرا الى ان تغيير طرق الشحن زاد من تأخير وصول الشحنات ومن ارتفاع التكاليف المالية.
وبين التقرير حجم العواقب الاقتصادية خاصة على الدول النامية جراء التوترات في البحر الأحمر وأثرها في قناة السويس فضلا عن الاثار المناخية المتطرفة التي اثرت على قناة بنما مشيرا الى توقعات بارتفاع أسعار الاستهلاك العالمية بنسبة 6ر0 بالمئة بحلول عام 2025.
كما أكد التقرير على الحاجة الملحة لتكييف الشركات الصناعية ضد تأثيرات تغير المناخ المتزايدة والتوترات الجيوسياسية من خلال دمج تقييمات مخاطر المناخ في عقود الشحن والاستثمار في بنية تحتية قوية وتنسيق الجهود لتعزيز مرونة النقاط البحرية وزيادة الكفاءة التشغيلية وتعزيز الشحن منخفض الكربون.
ومن الجانب الاخر سلط التقرير الضوء أيضا على هيمنة آسيا في مجال النقل البحري وحفاظها على المراكز العليا في معدلات الشحن البحري العالمي على الرغم من التحديات الناجمة عن الاضطرابات العالمية. (النهاية) أ م خ / ه س ص