ru24.pro
World News
Сентябрь
2024

المنظمة الأممية للسياحة: الكويت تمتلك المقومات لتصبح قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم

0
Kuna 

من هنادي وطفة (مقابلة) مدريد - 27 - 9 (كونا) -- أكدت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن دولة الكويت تمتلك المقومات لتصبح قبلة للسياح من جميع أنحاء العالم فيما أشادت بالمبادرات السياحية الكويتية ودورها في إحلال السلام.
وقال الأمين العام للمنظمة الجورجي زوراب بولوليكاشفيلي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة يوم السياحة العالمي الذي تحتفي به المنظمة الأممية في 27 سبتمبر من كل عام إن المبادرات الكويتية التي تسلط الضوء على تراثها الثقافي وكرم ضيافتها لا تروج لها كوجهة سياحية فحسب بل تساهم أيضا في إحلال السلام في المنطقة من خلال دعوة الأفراد من مختلف الثقافات للتعرف على تاريخها وتقاليدها.
وأضاف بولوليكاشفيلي أن الكويت تتمتع بإمكانات كبيرة لافتا إلى أن فعاليات ومهرجانات ثقافية أحيتها الكويت اثبتت أنها وسيلة رائعة للتقريب بين المجتمعات المحلية والزوار وبالتالي تعزيز الشعور بالوحدة والتفاهم والوئام.
وشدد على أن دولة الكويت تتمتع بفضل مزيج من الثقافة الغنية والتاريخ العريق والبنية التحتية السياحية بالقدرة على أن تصبح وجهة جذابة للزوار من جميع أنحاء العالم معربا عن تفاؤله بالتأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحققه السياحة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الكويت والمنطقة بأكملها.
وأشاد بالمبادرة التي اتخذتها الكويت للترويج للسياحة وتطوير القطاع من خلال استراتيجية رؤية دولة الكويت 2035 (كويت جديدة) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل إلى جانب النفط وتحسين نوعية حياة مواطنيها وتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري على نطاق إقليمي ودولي.
ونوه بولوليكاشفيلي باستثمار الكويت في المشاريع السياحية التي تسلط الضوء على تراثها الثقافي وتاريخها الغني مثل تجديد المتاحف والترويج للفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الدولية بالإضافة إلى التركيز على سياحة الأعمال والسياحة الصحية وتحديث وتطوير المرافق السياحية.
وأشاد بسعي الكويت لتنمية بنيتها التحتية من خلال مشاريع متنوعة منها تطوير مناطقها الساحلية لتحويلها لقبلة سياحية تجذب السياح المحليين والدوليين بما يعود بالفائدة على الكويت نفسها وعلى الدول المجاورة. وقال بولوليكاشفيلي إن منطقة الخليج العربي تمثل منذ فترة طويلة نقطة محورية ليس فقط لتراثها الثقافي الغني وجغرافيتها الفريدة ولكن أيضا لجهودها لتنويع اقتصاداتها لتقليل الاعتماد على النفط كمورد أساسي للدخل.
واعتبر أن آفاق السياحة في الخليج واعدة للغاية بفضل الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية السياحية والفعاليات الدولية والمبادرات الحكومية التي تعزز الاستدامة.
ولفت إلى أن قطاع السياحة في المنطقة يكتسب أهمية متزايدة في سياق السياحة العالمية مشيدا بمبادرات دول مجلس التعاون الخليجي للترويج السياحي وافتتاح عدد من المواقع التاريخية والثقافية أمام السياحة الدولية في الفترة الأخيرة ما يمثل تحولا نحو المزيد من الانفتاح وإثراء التبادل الثقافي.
وقال إن الجهود الخليجية تعكس التزاما جماعيا بالسياحة المستدامة والاستثمارات الخضراء في استراتيجيتها السياحية ومواءمة تطورها السياحي مع الأهداف العالمية لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بما يتماشى مع الأهداف الإقليمية والعالمية وتقديم مثال جيد لكيفية مساهمة السياحة في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأوسع.
وأشاد بجهود دول الخليج العربي لتعزيز كونها وجهة رئيسية للمسافرين عبر تعزيز الاتصال الجوي لافتا إلى أن شركات الطيران بها تعمل على توسيع شبكاتها لربط المدن الكبرى حول العالم مما يزيد من جاذبية المنطقة كنقطة مركزية للتنقلات الدولية.
واعتبر بولوليكاشفيلي أن تبني دول الخليج ممارسات أكثر استدامة للحفاظ على بيئاتها الطبيعية الفريدة اتجاه يرحب به السياح والمجتمع الدولي على حد سواء مشيرا إلى أن مستقبل السياحة في المنطقة يسير في اتجاه إيجابي مع توجه واضح نحو التنويع والاستدامة.
وفي سياق متصل قال إن التوقعات المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط برمتها واعدة للغاية خاصة في سياق نمو السياحة في المنطقة لافتا إلى أن (الأمم المتحدة للسياحة) تتوقع أن تواصل منطقة الشرق الأوسط مسيرة النمو باعتبارها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر ديناميكية وتنوعا.
وقال إن ازدهار السياحة لن يساهم في النمو الاقتصادي فحسب بل سيسهل أيضا ابتكار فرص العمل بمنطقة تتمتع بإمكانات ديموغرافية كبيرة.
ولفت إلى أن اعتماد التكنولوجيا الرقمية المبتكرة سيكون له دور حاسم في مستقبل القطاع بالمنطقة معتبرا أن توظيف الأدوات الرقمية في الترويج للوجهات وتحسين تجربة الزائر سيكون أمرا ضروريا لتلبية التوقعات المتغيرة للمسافرين.
وفي سياق الاحتفال بيوم السياحة العالمي تحت شعار (السياحة والسلام) أكد بولوليكاشفيلي أن السياحة تمتلك القدرة على أن تكون أداة قوية لتحقيق للسلام لاسيما أن تعزيز التبادل الثقافي يساعد على كسر الصور النمطية وبناء الجسور بين المجتمعات مشيرا إلى أن السياحة أصبحت في وقتنا الراهن منصة مثالية لتعزيز السلام والوئام.
كما اعتبر أن السياحة يمكن أن تساهم في السلام الاقتصادي من خلال ابتكار فرص العمل والمشاريع التي تقدم للمجتمعات المحلية بدائل قابلة للتطبيق ما يخلق مستقبلا أكثر اشراقا مشددا على أن هذا النهج أثبت فعاليته في عدد من دول الشرق الأوسط حيث كان تطوير السياحة بمثابة أداة رئيسية للتنشيط الاقتصادي والتعاون الإقليمي.
وعلى صعيد السياحة الدولية قال بولوليكاشفيلي إن التوقعات للعامين الجاري والمقبل متفائلة للغاية خاصة مع استمرار الدول في التعافي من آثار جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) مشيرا إلى أن انتعاش قطاع السياحة كان واضحا منذ عام 2022 بفضل تخفيف قيود السفر وتكيف الصناعة مع الواقع الجديد بعد الجائحة.
وأضاف ان السياحة الدولية استعادت في الفترة بين يناير ويوليو الماضيين 96 في المئة من مستوياتها لعام 2019 أي ما قبل الجائحة مع 790 مليون سائح دولي بنمو قدره 11 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وأربعة بالمئة أقل مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019 ما يسلط الضوء على التعافي شبه الكامل للقطاع من تداعيات الجائحة.
وتوقع استمرار الاتجاه الإيجابي في عام 2025 مع اكتساب السياحة المستدامة والمسؤولة مكانة بارزة بعدما ساهمت الجائحة في تغيير تفضيلات المسافرين الذين يبحثون اليوم عن تجارب أصيلة ومستدامة.
وشدد على أن المنظمة لن تتوانى عن مواصلة تعزيز السلام الدولي والازدهار ودعم الدول والشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية لتعزيز السياحة المستدامة والتغلب الكامل على آثار الجائحة ضمن إطار خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها العالمية.
وتعقد الاحتفالات الرسمية بيوم السياحة العالمي في العاصمة الجورجية (تبليسي) التي تستضيف مؤتمرا رفيعا يرأسه الأمين العام للمنظمة ويضم وزراء السياحة والخبراء الدوليين وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات والتخصصات بهدف استكشاف التقاطع بين السياحة والسلام وإبراز أهمية السفر والتبادل الثقافي والممارسات السياحية المستدامة في حل النزاعات والمصالحة وتعزيز السلام في جميع أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض أفكار واستراتيجيات وأوجه تعاون ابتكارية لتسخير ما للسياحة من قوة تحويلية ببناء الجسور وتعزيز الحوار وتعزيز السلام والمصالحة إلى جانب تأكيد ارتباط السياحة ارتباطا وثيقا بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمساوة الاقتصادية والتنمية المستدامة والديمقراطية.
وسيسلط المؤتمر الضوء أيضا على السياحة المستدامة وتشجيع الحلول الإبداعية ونماذج العمل الجديدة لدفع نمو القطاع لتجاوز آثار جائحة كورونا في وقت تشير فيه أحدث بيانات المنظمة ومقرها مدريد إلى أن 67 وجهة من أصل 120 وجهة حول العالم استعادت في النصف الأول من عام 2024 مستوى السياح الوافدين المسجل في الفترة نفسها من عام 2019.
وقد ساهمت السياحة الدولية بما يقرب من 4ر3 تريليون دولار أي ما يعادل 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2023 مقابل 4 بالمئة في 2019.
وترى المنظمة أن عام 2024 سينتهي بنتائج إيجابية رغم استمرار التحديات الرئيسة المتمثلة في التضخم في قطاع السفر والسياحة وارتفاع أسعار النقل والإقامة فضلا عن الوضع الاقتصادي العالمي ونقص العاملين في القطاع والظواهر الجوية القاسية.
وتضم (الأمم المتحدة للسياحة) في عضويتها 160 دولة ومئات من شركات القطاع الخاص ولها مكتب إقليمي في العاصمة السعودية الرياض يغطي الشرق الأوسط وآخر في (نارا) اليابانية يغطي آسيا والمحيط الهادئ وكذلك مكتب في المغرب يغطي القارة الإفريقية وآخر في مدينة (ريو دي جانيرو) البرازيلية لتغطية الأمريكتين.
ودخلت منظمة السياحة العالمية مطلع العام الجاري عهدا جديدا باسم جديد وعلامة تجارية جديدة هي (الأمم المتحدة للسياحة) بهدف توطيد مركزها بوصفها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في السياحة والرائدة العالمية للسياحة في سبيل التنمية ما يعزز التحول الاجتماعي والاقتصادي مع الحرص على أن يكون الناس والكوكب" دائما في الصدارة.
وفي الوقت نفسه تمت بدقة وضع صيغة جديدة للعلامة التجارية تتماشى بسلاسة مع مهمة (الأمم المتحدة للسياحة) وأولوياتها الرئيسية الثلاث وهي الأمم المتحدة كمنظمة خيرية عالمية ومفهوم الربط بين الناس حول العالم ومفهوم الاستباقية والحركة.
وتركز أولويات المنظمة على تشجيع السياحة من أجل التنمية المستدامة بما يتماشى مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها العالمية ال17 فيما تشجع على التعليم الجيد وتدعم الوظائف اللائقة في القطاع وتنمية المواهب وتعزيز الابتكار وتسريع العمل المناخي في مجال السياحة والاستدامة.
وقررت (الأمم المتحدة للسياحة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة المنعقدة في (توريمولينوس) الإسبانية في سبتمبر 1979 اتخاذ 27 سبتمبر من كل عام يوما عالميا للسياحة تزامنا مع الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية في 27 سبتمبر من عام 1970.
وتهدف الذكرى السنوية إلى رفع مستوى الوعي بأهمية السياحة في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وتوفير منصة لبحث تحديات السياحة الدولية وسبل ازدهارها ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ويعقد الاحتفال بيوم السياحة العالمي في قارة مختلفة كل عام حيث أقيم في الرياض تحت شعار (السياحة والاستثمار الأخضر) في العام الماضي فيما أقيم في بالي الاندونيسية في 2022 وفي ساحل العاج في 2021 وفي مجموعة من دول أمريكا الجنوبية في عام 2020 وفي الهند في 2019. (النهاية)

ه ن د / ط م ا